مكر الثّعالب
بقلم الشاعر عبدالله أيت احمد

إنّه نفس الوحش الّذي افترس الكُبرى استطاع أن يُسقط الصُّغرى في أفخاخه...رغم براءة صيده الثّمين الّذي يحصل عليه بأدنى مقابل، مجرّد حبّات من الحُمُّص والحلويّات والعلكة ينثرها في طريق الفرائس الفتيّة السّمينة، تكفي لإغوائها لتسقط في حُفر الإثم والهوان؛ تهون الكرامة ويسقط الكبريّاء ويعلو شأن الرّذيلة،
ينزل مؤشّر بُرصة القيّم والأخلاق إلى أدنى المستويات، أفلست جميع أسهم الإحساس بالإنسانيّة وتضخّمت أرصدة مؤسّسات الخبث البشري.
لا تستغربوا كثيرا فالضّارية التي كشّرت عن أنيابها تتربّص بكلّ الأنعام ولا تفرّق  الجمع بين الأختيين.
عندما ظهر وحش آخر من طينتهم في غابهم، وعلى ما يبدو عليه أنّه أقّلُّ ضراوة منه لذلك نصح إحداهن بأن تتربّص به حتى يظهر هلالها ومن تمّ تنقضُّ عليه بحبال حيّلها العنكبوتيّة.
اليوم يحتفل الأربعة في مركب واحد، تنبعث منه روائح المكر والخداع
 ويصدح بضحكات النّصر المزيّفة..اعتلت الصُّغرى الهودج مع غنيمتها الرّخيصة.
بقلم  عبدالله أيت أحمد/المغرب

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة